دخل المخرج الليث حجو في سباقٍ مع الزمن للانتهاء من تصوير المسلسل البدوي "فنجان الدم" المقرر عرضه على قناة "mbc" خلال شهر رمضان القادم، ويشارك في بطولته كوكبةٌ من الفنانين من سوريا ولبنان والسعوديه والكويت، أبرزهم: جمال سليمان، وغسان مسعود، وميساء مغربي.
وتتم عمليات التصوير بمنطقة صحراوية بعيدة عن دمشق، في أجواء عاصفة، حيث تسببت الأعاصير الرمليه والخيول والجمال وأجواء الحر الشديده في إيقاف التصوير مرات عدة.
مراسل موقع "mbc.net" زار مكان تصوير المسلسل- الذي كتبه عدنان عوده- والتقى بأبطاله الذين كشفوا عن أدوارهم في العمل، معربين في الوقت نفسه عن توقعهم بأن يحظى المسلسل بنسبة مشاهدة كبيرة.
في البداية قالت الفنانه ميساء مغربي- التي تجسد دور "عليا المعيوف" والتي تتعرض للخطف من قِبل الشاعر العاشق في العمل نوري الهزاع (جمال سليمان)-: "العمل بدوي ومتعب، ولكنني سعيدة جدا به، وبأجوائه إذ تم تصوير المراحل الأولى من العمل في منطقة تدمر الصحراوية، والآن نحن في منطقة أخرى، والجهة المنتجة للعمل وفرت له كل ظروف النجاح من أجواء بدوية خالصة إلى الملابس وطريقة الماكياج التي تحقق الغرض من العمل البدوي".
وأشارت إلى أن العمل يهدف لعرض حياة البدو كما هي على أرض الواقع من دون استخفاف بعقلية الجمهور الذي تعود على رؤية أعمال بدوية هدف منفذوها إلى الربح المادي فقط.
وتضيف ميساء: "فنجان الدم يجلِّي الغبار عن حقيقة البداوة الجميلة، وتقول عن شخصية عليا: إنها شيخة القبلية العمارية وشقيقة معيوف (معشي الذيب) الذي يجسد شخصيته الفنان غسان مسعود، وهذه الفتاة مزيج من شموخ البداوة وكبريائها ومشاعر الحب والأنوثة التي تدفنها نتيجة الظروف الاجتماعية للبدو، وتتعرض عليا للأسْر لمدة ثلاث وعشرين سنة وتحب النوري غريم قبيلتها".
وتضيف أن وقوفها أمام جمال سليمان وغسان مسعود شكل لها تحديا كبيرا وتخوفا في البداية، لكنها عندما تعاملت معهما استطاعت أن تتغلب على مشاعر الخوف من الوقوف أمام النجمين الكبيرين، كاشفةً عن أن "عليا" ونوري" سيموتان في نهاية الجزء الأول من الملحمة البدوية التي سيكون لها ثلاثة أجزاء تلفزيونية ستقدم في عناوين أخرى في السنوات القادمة.
الشاعر المحب والقوي
أما الفنان جمال سليمان- الذي بدا منهكا لاستمساكه باستمرار التصوير لأكثر من ست عشرة ساعة متواصله أحيانا- فقال إن هذه التجربة هي الثانيه له بعد تجربته في مسلسل "سحر الشرق" التي قدمها قبل سنوات عدة، مشيرا إلى أن الحديث باللهجة البدوية القبلية صعب، ولكن على الفنان أن يجسد كل ما يُطلب منه، وما هو مقتنع به.
وأضاف سليمان أن العمل من النوع الثري والكبير بمضمونه وأحداثه، وأن "نوري" يمثل شخصية الشاعر المحب والقوي، كما أن العمل يضم عددا من الفنانين العرب المتميزين في هذا النوع من المسلسلات البدوية، مشيرا إلى أن "فنجان الدم" عمل بدوي متميز لا يشبه كل ما قُدم من الأعمال البدويه سابقا، بل ويفتح الطريق نحو دراما بدوية حقيقية لا تستخف بهذ ه النوعيه من الأعمال.
وعن معاناته في ركوب الخيل قال الفنان السوري: "بالفعل لا يزال صدري وكتفي يؤلماني من جراء ركوبي للجمال والخيل، خاصةً الألم الذي أصابني عندما اصطدم صدري بسرج الحصان في أثناء محاولتي لامتطائه".
ومن جانبه أكد المخرج الليث حجو أن العمل بدوي لكنه موثق، وأنه عمل ملحمي ضمن إطار تاريخي، ويجلي الغبار عن حقيقة البدو، وفلسفتهم، ومعتقداتهم، وأساطيرهم، وحكاياتهم، وعاداتهم، وأشعارهم، وعلاقاتهم ببعضهم، والمستشرقين الذين عاشوا بين ظهرانيهم، ودورهم في الحياة الاجتماعية والسياسية في القرن 19، وذلك ضمن توثيق تاريخي لم يُعرف عن باقي الاعمال البدوية التجارية.
وأضاف أنه حرص على أن يراعى في المسلسل امتداد مساحة مكان الأحداث (شبه الجزيرة العربية، اليمن، بادية الشامية، بادية الحماد، منطقة الفرات)، لافتا إلى أن العمل لن يجسد حياة البداوة فقط بل سيعرج على التاريخ، إذ سيتحدث في تفاصيله عن بدايات القرن التاسع عشر، حينما كان العثمانيون يسيطرون على معظم البلاد العربية.
نذر مقابل ألف ذكر
"فنجان الدم" تدور أحداثه حول "معيوف"- شيخ قبيلة المعيوف النجدية- الذي قطع نذرا إذا ما أُعطيت قبيلته المكونة بمعظمها من النساء- ألفا من الذكور- تحت وطأة غزوات قبيلة النوري الهزاع والقبائل الأخرى.
وعند ولادة الذكر الألف تقوم قبيلة المعيوف بوفاء النذر وفقا لطريقة تقترحها النجود بنت شعلان المعيوف (عرّافة القبيلة)، وهنا يقترح بنيّة المحزّم عقيد حرب قبيلة المعيوف أن تغيّر القبيلة مسكنها الجبلي الوعر إلى السهول حيث منابع المياه والمراعي.
ويسرّع في موافقة الشيخين سلمان وشعلان على اقتراح بنيّة، قدوم رجال النوري الهزاع لأخذ الخوّة من المعيوف، وبعد معركة حاسمة ينتصر المعيوف على النوري الهزاع.
وهكذا تحل قبيلة المعيوف محل قبيلة النوري في زعامتها للبادية، وبعد أن تستقر أمورهم تبذر بذرة الفتنة بين الأخين سلمان وشعلان مما يؤدى إلى انقسام القبيلة لاحقا، بالاضافة الى ذلك قصة حب عارمة بين النوري الهزاع وعليا المعيوف، إذ سيكون لهذه القصة الوقع الاكبر بين قصص الحب وخصوصا أنهما من قبيلتين متصارعتين والذي لا يخفف من وطأة الحرب بين القبيلتين.
ويشارك في العمل كذلك كل من: عبد المحسن نمر، باسم ياخور، نسرين طافش، قصي خولي، بيير داغر، نادرة عمران، أحمد الأحمد، نسرين الحكيم، عبير شمس الدين، وغيرهم من النجوم.
الثلاثاء 31 مارس - 13:53 من طرف fethi
